دبرنى يا وزير!
- التدابير لله يا ملك..
ظلت هذه العبارة توصل الحاكى أو القارئ إلى ذروة الدراما حينما يعجز الملك عن الوصول إلى حل.. كانت هذه العبارة هى الحكم على وصول الدراما إلى ذروة المأزق، حتى إنها ساوت فى القامة والقيمة بين الملك والوزير فكنا ونحن صغار حينما نلعب نتداول كلمة (تبقى ابن ملك لو عملت كذا) أو (تبقى ابن وزير لو عملت كذا)، وكان فى الحكايات لكل ملك وزير واحد مثل (جعفر البرمكى) الذى قوى به البرامكة حتى طاولوا الرشيد فى عصره.
أما فى العصر الفرعونى فيقول دكتور زاهى حواس، الشهير بحورس، حينما سألته عن أشهر وزير فى العصر الفرعونى كله، أوله ووسيطه وآخره، قال وتدفق فى قوله:
- إنه (أمحتب العظيم).
قلت بمعلومة من كتب التاريخ:
- إنه مهندس الهرم المدرج.
قال بتدفق أوسع:
- إنه كان مهندساً وطبيباً وكان مثقفاً وكان الرجل الثانى بعد الملك زوسر، حتى أصبح إله المثقفين فى عصر الملك زوسر، ثم إله الطب فى العصر المتأخر، وقد شبهوه بإله الطب فى اليونان «اسكلبوس».. ووصل تعظيمه فى مصر القديمة أنهم حينما كانوا يبدأون الكتابة يقولون باسم «أمحتب» كما نقول نحن (بسم الله الرحمن الرحيم)، فقد كان أول من صمم وبنى هرماً مدرجاً من الحجارة وكذلك العمارة المصرية القديمة فى المعابد فكان أول من استعمل الحجارة.
- كيف انتهى؟
- مات وشيع فى جنازة مهيبة ودُفِنَ فى مدفن خاص بسقارة.
أردت أن أستعلم عن الوزارة فى مصر القديمة حتى أوثق مقولة قالتها أستاذتنا الراحلة العظيمة أمينة السعيد، التى قيل لى إنها رفضت وزارة الإعلام فى عصر الرئيس السادات، والتى كانت صديقة صدوقة له ولأسرته.. جاءتنى المقولة من شخصية شديدة القرب من الرئيس السادات.. وهذه المقولة قالتها لى بعد أن رفضت الوزارة وكان عمرى وقتها صغيراً، وشابة أستمتع بالسعى فى قضايا المرأة وحقوقها والزميلة حسن شاه تنحت فى الصخر حتى وصلت إلى تسجيل مطالبها فى فيلمها الرائع (أريد حلاً).
حينما قلت مستنكرة للأستاذة أمينة السعيد:
- هل ترفضين منصباً كان سوف يحدث انقلاباً فى حقوق المرأة فى العمل وزيرة؟ قالت بهدوء عرف عنها وحنكة وتجربة هى أستاذة فيها:
- يا عبيطة.. الوزارة دى شلوت إلى أعلى!
ولم أقتنع برأيها وقلت لها:
- لا إنها موقع كانت سوف تثبت المرأة فيه قدراتها ورؤيتها للإعلام والحراك الشعبى المطلوب منه..
قالت: ليس لنا ككتاب.. منابرنا هى مواقعنا نوصل منها ما نريد ونكافح بالحرف والكلمة والجملة وجودة التوصيل.
ورحلت أبلة أمينة السعيد بمقولتها.. وطوتنا أشياء كثيرة.. واستفزتنا تحركات كثيرة لنساء لم يكن لهن أى هدف سوى الوزارة، والرجال أيضاً كثيرون كان حرف الواو الذى يسبق الاسم له بريق وحذر يُخدر الدماغ، وصعدن وصعدوا ثم سقطوا فى بئر السياسة كما النحلة التى سقطت فى بئر العسل... ونجا منهم من نجا بقناطر مقنطرة من ذهب الحياة كالقصور والفيلات فى المنتجعات والأرصدة فى البنوك.. ولكنه فعلاً كان «شلوت» إلى أعلى.
تأملت الوزارة فى بلدنا.. أحياناً تسقط على أساتذة الجامعات بشكل قدرى درامى، ويخرجون منها خالين الوفاض، وأحياناً تسقط على من صعدوا على أكتاف الشعب عن طريق تركيب تليفونات أو تسليك قطعة أرض على أنها بور والزرع فيها طوله متران ويأخذها بتراب الفلوس ويصبح الثراء وسيلة للوزارة، ولكنى تعجبت للناجحين فى أعمالهم الشرفاء فى تناولهم لهذه الأعمال الكادحين رغم ثراء الأهل والمؤمنين بالعمل.. لماذا يقبلون هذا الكرسى؟..
لماذا يستوزرون وهم فى قمة عقولهم الواعية والمدربة على العمل والناجحة فى إنجاح أعمالهم..؟ هل هى لعبة السياسة والتواجد على صفحات الجرائد يومياً فى تصريحات وردية لا تسمن ولا تغنى من جوع للناس ولكنها تؤجل أحلام الجائعين؟!
وبتأمل لما حدث من نهم لحرف الواو قبل الاسم وجدت أنه بعد نجاح الثورات - أى ثورة فى أى مكان - ووصول الثوار للسلطة بسلم مجدول بالفكر الثورى والرغبة فى التغيير سواء كان السلم قوياً فيصعد بهم أو ضعيفاً فيتهاوى البعض ويسقط فى الطريق.
ويساعد عنصران فى الوصول إلى حرف الواو، العنصر الأول هو الكاريزما التى يتمتع بها الشخص، والعنصر الثانى هو المخابرات والعلاقة بها ليكون عيناً لهم على باقى الحاصلين على الواو بالصدفة!
أما فى العصر الذى يليه والذى تتراخى فيه نظرة الناس إلى الثوار سواء بالإحباط فى فشل المشروع الثورى - كما حدث فى بعض مصر - أو بالرغبة فى التجديد فتبدأ سيطرة رأس المال وحلم الثروة من جديد.. والحلم دائماً يحمله للناس هؤلاء الذين نجحوا ووصلوا وأصبحت قصصهم مثل الأساطير..
فالحداد الصغير صاحب محل الحدادة أصبح يحلم بصرح حديد! وصاحب مطعم الفول أصبح يحلم بسلسلة مطاعم! وربما نجح البعض من الذين يحسنون الوصول إلى أعتاب أصحاب القرار.. ولكن غالباً ما يسقط كثيرون تحت براثن الأحلام.
ولكن هناك دورة لا تخطئ دورتها، وهى فى واقع الأمر دورتان، الأولى لعبها من اهتموا بالوصول إلى السلطة فجاء المال والثانية من اهتموا بتكديس الأموال لتكون سلمهم إلى السلطة فوصلوا إليها.
وكل من لعب فى دورته ينتمى لعصره بظاهرة صحية.. ولكن تظل كلمة أستاذتى أمينة السعيد ترن فى أذنى:
- يا عبيطة الوزارة «شلوت» إلى أعلى؟.. ترى هل صحت المقولة؟
أعتبرها صحت مع البعض الذين لهثوا من أجلها، ولم يلتفتوا إلى مساحة زوال (الواو) فى حياتهم.
قبل الطبع
خمسة علماء وعالمات من سن ١٤ عاماً حتى ١٨ سافروا إلى أمريكا الأسبوع الماضى ليعرضوا اكتشافاتهم العلمية ضمن الاكتشافات العلمية لأطفال العالم.. ما قدمه هؤلاء الأطفال كان ضمن لقاء كبير لعلماء مصر المستقبل فى جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب.. المعرض تحت عنوان مشاريع العلوم والهندسة ٢٠٠٩ لطلبة المدارس باشتراك طلبة وطالبات الثانوى لخمس محافظات.
إن هذا الحلم الذى شاهدته يدخل تحت عباءة نداء «المصرى اليوم» حلم العلم.. فى الأسبوع المقبل تقدم لكم «المصرى اليوم» علماء المستقبل وأحلامهم لكن التى تحولت إلى علم بعد أن كانت حلماً.. إن مشاريعهم هى الإلزام لنا باكتشاف هذه المناجم الإنسانية التى تحتاج لمن يساعدها لتخرج ما فيها من كنوز العلم.. فانتظرونا.[i]
- التدابير لله يا ملك..
ظلت هذه العبارة توصل الحاكى أو القارئ إلى ذروة الدراما حينما يعجز الملك عن الوصول إلى حل.. كانت هذه العبارة هى الحكم على وصول الدراما إلى ذروة المأزق، حتى إنها ساوت فى القامة والقيمة بين الملك والوزير فكنا ونحن صغار حينما نلعب نتداول كلمة (تبقى ابن ملك لو عملت كذا) أو (تبقى ابن وزير لو عملت كذا)، وكان فى الحكايات لكل ملك وزير واحد مثل (جعفر البرمكى) الذى قوى به البرامكة حتى طاولوا الرشيد فى عصره.
أما فى العصر الفرعونى فيقول دكتور زاهى حواس، الشهير بحورس، حينما سألته عن أشهر وزير فى العصر الفرعونى كله، أوله ووسيطه وآخره، قال وتدفق فى قوله:
- إنه (أمحتب العظيم).
قلت بمعلومة من كتب التاريخ:
- إنه مهندس الهرم المدرج.
قال بتدفق أوسع:
- إنه كان مهندساً وطبيباً وكان مثقفاً وكان الرجل الثانى بعد الملك زوسر، حتى أصبح إله المثقفين فى عصر الملك زوسر، ثم إله الطب فى العصر المتأخر، وقد شبهوه بإله الطب فى اليونان «اسكلبوس».. ووصل تعظيمه فى مصر القديمة أنهم حينما كانوا يبدأون الكتابة يقولون باسم «أمحتب» كما نقول نحن (بسم الله الرحمن الرحيم)، فقد كان أول من صمم وبنى هرماً مدرجاً من الحجارة وكذلك العمارة المصرية القديمة فى المعابد فكان أول من استعمل الحجارة.
- كيف انتهى؟
- مات وشيع فى جنازة مهيبة ودُفِنَ فى مدفن خاص بسقارة.
أردت أن أستعلم عن الوزارة فى مصر القديمة حتى أوثق مقولة قالتها أستاذتنا الراحلة العظيمة أمينة السعيد، التى قيل لى إنها رفضت وزارة الإعلام فى عصر الرئيس السادات، والتى كانت صديقة صدوقة له ولأسرته.. جاءتنى المقولة من شخصية شديدة القرب من الرئيس السادات.. وهذه المقولة قالتها لى بعد أن رفضت الوزارة وكان عمرى وقتها صغيراً، وشابة أستمتع بالسعى فى قضايا المرأة وحقوقها والزميلة حسن شاه تنحت فى الصخر حتى وصلت إلى تسجيل مطالبها فى فيلمها الرائع (أريد حلاً).
حينما قلت مستنكرة للأستاذة أمينة السعيد:
- هل ترفضين منصباً كان سوف يحدث انقلاباً فى حقوق المرأة فى العمل وزيرة؟ قالت بهدوء عرف عنها وحنكة وتجربة هى أستاذة فيها:
- يا عبيطة.. الوزارة دى شلوت إلى أعلى!
ولم أقتنع برأيها وقلت لها:
- لا إنها موقع كانت سوف تثبت المرأة فيه قدراتها ورؤيتها للإعلام والحراك الشعبى المطلوب منه..
قالت: ليس لنا ككتاب.. منابرنا هى مواقعنا نوصل منها ما نريد ونكافح بالحرف والكلمة والجملة وجودة التوصيل.
ورحلت أبلة أمينة السعيد بمقولتها.. وطوتنا أشياء كثيرة.. واستفزتنا تحركات كثيرة لنساء لم يكن لهن أى هدف سوى الوزارة، والرجال أيضاً كثيرون كان حرف الواو الذى يسبق الاسم له بريق وحذر يُخدر الدماغ، وصعدن وصعدوا ثم سقطوا فى بئر السياسة كما النحلة التى سقطت فى بئر العسل... ونجا منهم من نجا بقناطر مقنطرة من ذهب الحياة كالقصور والفيلات فى المنتجعات والأرصدة فى البنوك.. ولكنه فعلاً كان «شلوت» إلى أعلى.
تأملت الوزارة فى بلدنا.. أحياناً تسقط على أساتذة الجامعات بشكل قدرى درامى، ويخرجون منها خالين الوفاض، وأحياناً تسقط على من صعدوا على أكتاف الشعب عن طريق تركيب تليفونات أو تسليك قطعة أرض على أنها بور والزرع فيها طوله متران ويأخذها بتراب الفلوس ويصبح الثراء وسيلة للوزارة، ولكنى تعجبت للناجحين فى أعمالهم الشرفاء فى تناولهم لهذه الأعمال الكادحين رغم ثراء الأهل والمؤمنين بالعمل.. لماذا يقبلون هذا الكرسى؟..
لماذا يستوزرون وهم فى قمة عقولهم الواعية والمدربة على العمل والناجحة فى إنجاح أعمالهم..؟ هل هى لعبة السياسة والتواجد على صفحات الجرائد يومياً فى تصريحات وردية لا تسمن ولا تغنى من جوع للناس ولكنها تؤجل أحلام الجائعين؟!
وبتأمل لما حدث من نهم لحرف الواو قبل الاسم وجدت أنه بعد نجاح الثورات - أى ثورة فى أى مكان - ووصول الثوار للسلطة بسلم مجدول بالفكر الثورى والرغبة فى التغيير سواء كان السلم قوياً فيصعد بهم أو ضعيفاً فيتهاوى البعض ويسقط فى الطريق.
ويساعد عنصران فى الوصول إلى حرف الواو، العنصر الأول هو الكاريزما التى يتمتع بها الشخص، والعنصر الثانى هو المخابرات والعلاقة بها ليكون عيناً لهم على باقى الحاصلين على الواو بالصدفة!
أما فى العصر الذى يليه والذى تتراخى فيه نظرة الناس إلى الثوار سواء بالإحباط فى فشل المشروع الثورى - كما حدث فى بعض مصر - أو بالرغبة فى التجديد فتبدأ سيطرة رأس المال وحلم الثروة من جديد.. والحلم دائماً يحمله للناس هؤلاء الذين نجحوا ووصلوا وأصبحت قصصهم مثل الأساطير..
فالحداد الصغير صاحب محل الحدادة أصبح يحلم بصرح حديد! وصاحب مطعم الفول أصبح يحلم بسلسلة مطاعم! وربما نجح البعض من الذين يحسنون الوصول إلى أعتاب أصحاب القرار.. ولكن غالباً ما يسقط كثيرون تحت براثن الأحلام.
ولكن هناك دورة لا تخطئ دورتها، وهى فى واقع الأمر دورتان، الأولى لعبها من اهتموا بالوصول إلى السلطة فجاء المال والثانية من اهتموا بتكديس الأموال لتكون سلمهم إلى السلطة فوصلوا إليها.
وكل من لعب فى دورته ينتمى لعصره بظاهرة صحية.. ولكن تظل كلمة أستاذتى أمينة السعيد ترن فى أذنى:
- يا عبيطة الوزارة «شلوت» إلى أعلى؟.. ترى هل صحت المقولة؟
أعتبرها صحت مع البعض الذين لهثوا من أجلها، ولم يلتفتوا إلى مساحة زوال (الواو) فى حياتهم.
قبل الطبع
خمسة علماء وعالمات من سن ١٤ عاماً حتى ١٨ سافروا إلى أمريكا الأسبوع الماضى ليعرضوا اكتشافاتهم العلمية ضمن الاكتشافات العلمية لأطفال العالم.. ما قدمه هؤلاء الأطفال كان ضمن لقاء كبير لعلماء مصر المستقبل فى جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب.. المعرض تحت عنوان مشاريع العلوم والهندسة ٢٠٠٩ لطلبة المدارس باشتراك طلبة وطالبات الثانوى لخمس محافظات.
إن هذا الحلم الذى شاهدته يدخل تحت عباءة نداء «المصرى اليوم» حلم العلم.. فى الأسبوع المقبل تقدم لكم «المصرى اليوم» علماء المستقبل وأحلامهم لكن التى تحولت إلى علم بعد أن كانت حلماً.. إن مشاريعهم هى الإلزام لنا باكتشاف هذه المناجم الإنسانية التى تحتاج لمن يساعدها لتخرج ما فيها من كنوز العلم.. فانتظرونا.[i]
الخميس أبريل 15, 2010 2:22 pm من طرف hamada
» كريم عبدالعزيز:اشتقت لجمهورى
الإثنين أبريل 05, 2010 2:42 am من طرف hamada
» الوجه الجديد نهلة ذكي.. هل تتزوج المنتج محمد السبكي
الإثنين أبريل 05, 2010 2:41 am من طرف hamada
» الديلر" يعرض في شهر أبريل
الإثنين أبريل 05, 2010 2:40 am من طرف hamada
» العــدل أســاس الملك ..!!
الخميس أبريل 01, 2010 3:10 am من طرف reem
» الهرمونات الزراعيه الاسرائيليه تغزو الأسماعيليه!!!
الأربعاء مارس 31, 2010 2:43 pm من طرف reem
» الفرق بيننا وبينهم نقطة(الشيخ عايض القرني)
الأربعاء مارس 31, 2010 2:01 pm من طرف reem
» مسيلمة الكذاب و ادعاء النبوة
الأربعاء مارس 31, 2010 1:05 pm من طرف reem
» الرئيس البرازيلى: رونالدينهو لا يستحق أن يلعب فى كأس العالم
الأحد مارس 14, 2010 7:14 pm من طرف hamada