سحب عينتى دم وبول من سائق النقل المتسبب فى حادث البساتين وتعيين حراسة عليه فى المستشفى

كتب يسرى البدرى وهانى رفعت وهبة عبدالحميد ٢٩/ ٤/ ٢٠٠٩

انتهت نيابة البساتين فجر أمس من معاينة آثار حادث التصادم الذى وقع بين سيارة نقل «تريلا» محملة بـ «حديد تسليح» وأتوبيس خاص بالشركة الإيطالية لتصنيع الملابس و١٨ سيارة أخرى، وأسفر عن مصرع ٤ أشخاص وإصابة ٤٢ آخرين، قررت النيابة سحب عينة دم وبول من أحمد عبدالعال علوان سائق السيارة النقل لتحليلها وبيان ما إذا كان بها مواد مخدرة من عدمه.

وصرحت النيابة بدفن جثث الضحايا وتسليمها لذويها.. وانتهت من معاينة الـ ١٨ سيارة التى اصطدمت ببعضها بسبب الحادث، بعدما انتدبت لجنة من المرور لمعاينتها، وتبين من الفحص أن السيارات كلها سليمة وتم تسليمها ورخصها لأصحابها وقررت معاينة السيارة النقل رقم ٥٨١٩ «نقل الإسكندرية» المتسببة فى الحادث.. جرت التحقيقات بإشراف المستشار محمد غراب المحامى العام لنيابات جنوب القاهرة وإيهاب همت رئيس النيابة.

استمعت النيابة لأقوال ٤٢ مصابا فى الحادث، أكدوا أنهم فوجئوا بالسيارة النقل المحملة بحديد تسليح على الطريق تصطدم بأتوبيس تابع لشركة ملابس، وقالوا: إنهم كانوا فى طريق العودة إلى منازلهم، الا انهم فوجئوا بالاصطدام ووجدوا أنفسهم داخل المستشفى لإسعافهم..

أمرت النيابة بتعيين حراسة أمنية مشددة على غرفة العناية المركزة التى يتواجد بها سائق السيارة النقل أحمد السيد عبدالعال بمستشفى كهرباء ألماظة، والذى تبين عدم إمكانية سؤاله لوجوده فى حالة خطرة.. وتنتظر النيابة تحسن حالته الصحية لاستجوابه حول الواقعة.

وأكد شهود عيان أنهم شاهدوا فى الساعة السادسة مساء سيارة نقل «تريلا» تسير بسرعة جنونية أمام برج سما فوجئ قائدها بتوقف حركة سير السيارات أمامه واختلت عجلة القيادة فى يده مما أدى إلى اصطدامه بعدد كبير من السيارات والأتوبيسات التى تقل عددا كبيرا من الموظفين والعمال العائدين من عملهم إلى وسط القاهرة وهذا ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا والمصابين، وتحول السيارات إلى كتل من الصفيح والخردة وتطايرت أجزاؤها فى الجو بسبب شدة الارتطام،

وأصيبت أكثر من ٤٥ فتاة وسيدة، كن قادمات من عملهن فى الشركة المصرية الإيطالية للملابس بمدينة نصر فى اتجاه وسط البلد، بالفزع والرعب وأصيب بعضهن بإصابات طفيفة وتوفيت اثنتان منهن بعدما اصطدمت السيارة النقل بالأتوبيس الذى كن تستقلنه من الخلف وتعالت صرخاتهن وأصيب بعضهن بحالات إغماء وتم نقل العديد منهن إلى المستشفيات.

وأضاف شهود العيان أن الطريق الدائرى يشهد كل يوم العديد من حوادث التصادم لكن هذا الحادث هو الأبشع من حيث عدد المصابين والسيارات التى تم تدميرها وتحطمها فيه. ونجا من الحادث سائق حفيدة الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، بعد تحطم السيارة التى كان يستقلها جراء الحادث،

انتقلت سيارات الإسعاف وتم نقل ٢٧ مصابا وأربع جثث إلى مستشفى البنك الأهلى خرج ١٣ منهم بعد تلقى العلاج فى المستشفى، ونقل ٧ مصابين وجثة إلى مستشفى جراحات اليوم الواحد بالبساتين و٦مصابين إلى مستشفى السلام العام ومصابين إلى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر،

وتم رفع آثار الحادث وتسيير حركة السير التى توقفت لأكثر من ٣ ساعات، تدافع الأهالى فى مساعدة رجال الإسعاف والحماية المدنية وتم رفع آثار الحادث عن طريق ونش تابع للإدارة العامة للحماية المدنية.

قال الدكتور محمد عبداللطيف رئيس قسم الجراحة بمستشفى جراحات اليوم الواحد إن المستشفى تلقى ١٣ مصابا فى الحادث وأن حالتهم جميعا مطمئنة وأن إدارة المستشفى تعاملت مع المصابين وأن معظم إصاباتهم طفيفة باستثناء حالة واحدة وان المستشفى لم يتلق أى وفيات فى هذا الحادث فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الصحة عن تقرير مبدئى عن الحادث فى الساعة السابعة والنصف مساء أمس الأول جاء فيه أن عدد المصابين ٣٧ والوفيات جثتان.

بينما أكد الدكتور شريف المكاوى مدير عام مستشفى البنك الأهلى أن المستشفى رفع حالة الطوارئ القصوى حيث استقبل ٢٧ مصابا و٤ جثث وتم نقل الجثث إلى مشرحة زينهم، وعمل الإسعافات الأولية لـ ١٣ مصابا خرجوا جميعا بعد التأكد من خلوهم من أى إصابات وأن حالتهم جيدة وتم حجز ١٤ آخرين وحالتهم جميعا جيدة،

حيث إن الإصابات عبارة عن كدمات وكسور بسيطة فى الذراعين أو القدمين وحالة واحدة حرجة تم حجزها بالرعاية المركزة، وأضاف الدكتور شريف أن قرب المستشفى من مكان الحادث ساعد كثيرا فى إسعاف الضحايا بشكل سريع. وقع الحادث على بعد كيلو متر واحد من نفق القطامية.