بقلم شارل فؤاد المصرى ٢٥/ ٤/ ٢٠٠٩
عندما رأيته أول مرة كان يعبر الشارع فى جاردن سيتى متجها إلى شارع قصر العينى.. يمشى بخطوات هادئة.. ملامحه السمراء التى تشبه الزعيم الهندى غاندى حفرت فى ذاكرتى.. ينفث دخان سيجارته فى يوم من أيام الشتاء الباردة، ليشيع الدفء من حوله.. عيناه المسكونتان حزناً ربما على بلد ولى زمانه وتحول إلى سؤال دون إجابة، وربما لأن المبدعين يعرفون أكثر، ومن يعرف أكثر يحزن أكثر، وربما ذلك هو السبب فى تلك النظرة اللانهائية التى تسكن عينيه.. عدت إلى أصدقائى أقول بدهشة طفولية: رأيت رجلاً يشبه غاندى طبق الأصل ويا سلام يخلق من الشبه أربعين وربما أكثر.
وتمر الأيام وألتقى الرجل فى مقر عملى مرة أخرى دون أن أتحدث إليه.. أنظر إليه نظرة تساؤل: من هذا الرجل الصامت دائماً قليل الابتسام، كثير التفكير الذى يشد أنفاس سيجارته، التى لا تفارق شفتيه وكأنه يتجرع منها هواء الإبداع؟ لم أتوقف عن التساؤل إلى أن رأيت له صورة بالحجم الطبيعى فى معرض الكتاب فى أبوظبى العام الماضى وقد كتب تحتها مكاوى سعيد المرشح للفوز بجائزة بوكر العربية عن رواية تغريدة البجعة وهنا عرفته.. إنه غاندى الرواية العربية فكيف لا أعرفه.. نعم أعرفه جيداً، ولكننى لم أشاهد له صورة من قبل، ربما لأن كل اهتمامتى الصحفية تبدأ بالسياسة وتنتهى بها وعلاقتى بالأدب ورجاله ضعيفة، ولكن تغريدة البجعة تركت علامة فى وجدانى المربوط بوسط البلد.
أما علاقتى الشخصية بمكاوى سعيد فبدأت عندما أبدى إعجابه على مقهى زهرة البستان فى وسط البلد بالحوارات التى أجريها فى «المصرى اليوم»، بعد أن عرفنى عليه صديقى الصعيدى المذيع والأديب اللامع علاء أبوزيد الذى تحمس لنشر هذه الحوارات فى كتاب يؤرخ لمرحلة مهمة فى تاريخ مصر ومن هنا بدأت مرحلة من الصداقة.
مكاوى سعيد الذى أهدانى مؤخراً روايته تغريدة البجعة يحب الكتابة عما يعرفه جيداً، خاصة أنه عاش معظم حياته ودراسته فى وسط القاهرة، سواء دراسته بالمدارس أو بالجامعة «جامعة القاهرة»، فهو يعرف «وسط البلد» بمقاهيها وأنديتها ومقارها الثقافية، لذا كان الأقدر فى التعبير عن تلك المنطقة.
ومن قبل التقط مكاوى سعيد عالم المثقفين اليساريين فى فترة السبعينيات الذهبية، وحولها الى رواية بديعة باسم «فئران السفينة» فازت بجائزة سعاد الصباح الأدبية منذ أكثر من ١٥ عاماً.
«تغريدة البجعة».. ترنيمة وسط البلد تمثل لمكاوى سعيد ما كانت تمثله الإسكندرية فى عشرينيات القرن الماضى كتب عنها بحب ورصد شخصيات بشرية ابتداءً من أطفال الشوراع وانتهاء بالأجانب والفنانين والمثقفين وهى شخصيات لا يمكن أن تجدها إلا فى منطقة وسط البلد التى يعيشها مكاوى بوجدانه قبل كتابتها.
قالت عنه لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر العربية»: «يشتق مكاوى سعيد فى هذه الرواية الشكل الروائى من واقع اجتماعى متحول متبدل ويعين الشكل الجديد مدخلاً إلى قراءة الواقع وتحولاته فى عمل روائى جميل يرثى زمناً غنائياً مضى، ويصوغ المستقبل المحتمل بأسئلة بلا إجابات».
المختصر المفيد
النور حلو، وخير للعينين أن تنظرا للشمس.
[i]
الخميس أبريل 15, 2010 2:22 pm من طرف hamada
» كريم عبدالعزيز:اشتقت لجمهورى
الإثنين أبريل 05, 2010 2:42 am من طرف hamada
» الوجه الجديد نهلة ذكي.. هل تتزوج المنتج محمد السبكي
الإثنين أبريل 05, 2010 2:41 am من طرف hamada
» الديلر" يعرض في شهر أبريل
الإثنين أبريل 05, 2010 2:40 am من طرف hamada
» العــدل أســاس الملك ..!!
الخميس أبريل 01, 2010 3:10 am من طرف reem
» الهرمونات الزراعيه الاسرائيليه تغزو الأسماعيليه!!!
الأربعاء مارس 31, 2010 2:43 pm من طرف reem
» الفرق بيننا وبينهم نقطة(الشيخ عايض القرني)
الأربعاء مارس 31, 2010 2:01 pm من طرف reem
» مسيلمة الكذاب و ادعاء النبوة
الأربعاء مارس 31, 2010 1:05 pm من طرف reem
» الرئيس البرازيلى: رونالدينهو لا يستحق أن يلعب فى كأس العالم
الأحد مارس 14, 2010 7:14 pm من طرف hamada